يا حنيناً يختبئُ تحت أهدابيْ ، ويرتويْ من بحرِ أدمعيْ
.. لم أعد أرى غيرَ صورةٍ
ألصقتَها على جدارِ عينايْ جعلتْني كفيفاْ إلاّ عنها
ويا لوعةً تجوبُ بين طياتِ الفؤاد ..
فتمطرُ ألماً يفقدنيْ الوعي
ثمّ يعودنيْ حين أفيق ..
وَأنتي يَا حبيبتيْ .. !!
يَا بحراً مِن الذّكرَياتْ ..
يا عالماً مِن الخَيالاتْ ..
يا كوناً مِن الآهــاتْ ..
يا جَمِيلتي ..
أيتها الحَسناءُ الفَاتنة المُدللة ..
يا زُهورَ إِبريلِ البنفسجيةْ ..
يا رَياحِين الجَنوبِ الزكِيةْ ..
ويا عُطورِي الفَرنسيةْ ..
جمالكِ يجعلنِي أرتوِي عِشقاً كمَا ارتوَيت يَوْماً من الرحيقِ الذّي
يتوسّط زَهرتيكِ
لمْ أَكن أَعلمُ أهُو رحيقٌ
أمْ أنّ شيئاً مِن الكحولِ انسكب على
شفتيكِ !!
عودي إليّ يا سَعادتي ويا شقائيْ !
يا مَوتي ويا بقائيْ !
يا ارتعاش القلبِ ويا سُكون الحب فِي أحشائي !
ليت ليْ سوراً فأمتطيه لأرى صورتك التي في السماءْ
فأقبّـلها سبعين مرة
وأعانقها سبعين مرة
وأبكي وأروي لها مرّ الفراقِ وهولَ الشقاء
هلْ تعلمين أين أنا ؟ !
هل تظنين أنّي أنا كمَا كنت أنا ؟ !
هل تعلمِين أنّي أعيش بينَ
أكوامٍ مِن الركام
أوراقٌ ممزقةٌ في جحيمٍ ونيران
ليلٌ دامسٌ وسهادٌ وأحزان
هلْ تعلمينَ أنّي بَين الحين والحين
أقبّـل صوركِ التي لديّ على الجدران
وأركض خَلف طيوفك نحو الباب
كالسّراب كمَا يحسبه الظمآن
اشفقي واعطفي
فلمْ يعد لي وطنٌ يحميني
ولا أحدٌ يُواسيني
إنّني أعاني بمفردي غربةَ الأوطان ..!